العزوبية

لا يوجد كلمة عزوبية من حيث معناها المتداول!!هي العزوبة

هناك حياة عزوبة مرتبطة كليا بنشأة الانسان،لانه عندما يولد  يختار حياته المرتبطة بنشأته وبعلاقته مع اهله. 

انها نمط حياة : فهناك حياة زوجية  و  هناك حياة عزوبةاا .....يرتبط اختيار هذا النمط بالنشأة و بالتأثر  بأجواء المنزل!!

فالحياة الزوجية السعيدة للوالدين تحث ألأولاد على الزواج لانهما المثال الأعلى. والعكس صحيح؛ اذا كانت الحياة الزوجية يسيطر عليها النفور والخصام والضغوطات فسيتريث الأبناءفي الارتباط بحياة زوجية خوفاً من مواجهة المصير نفسه. أضف إلى ذلك عوامل خارجية تدعم هذا الخوف (المال, وعدم تحمل المسؤولية, وسلوك لايعترضه أحد، وألتمثل بحياة  الغرب من خلال شبكات التواصل الاجتماعي  ...)   ولكن الطبع يغلب التطبع, فسوف يصل العازب  يوما ما الى الشعوربالفراغ و الشوق إلى النصف الذي يكمله, ويريد الانتقال الى اختيار الحياة الزوجية لانه  ادرك ان الانسان وجد ليتكامل مع شريك يناجيه و يتواصل معه.

تتطلب الحياة العيش في حياة زوجية تتمثل وتكتمل بالعائلة.

نشهد اليوم نسبة عزوبة مرتفعة في لبنان  ؛  يعود ذلك إلى الحروب التي غيرت ديموغرافية الوطن؛ أضف الى ذلك الهجرة سعياً وراء الأمان و لقمة العيش ، والانفتاح العالمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي  الذي  يدعم  العزوبة  على حساب  تطوير الذات.

وتأثير هذه الظاهرة سلبي, فإذا اتجه العازب نحوى الكحول والمخدرات و.... يسيطر الخوف في المجتمع على العازبين من الشباب والصبايا. قد يكون تأثير هذه الظاهرة ايجابياً, إذا ساهم العازب في  تطوير الوطن وألتفرغ للعمل بجدية وبتأسيس أعمال ينتج عنها وظائف تحارب البطالة, قد تدعم الوطن و تعززه.

تعود التجربة العاطفية الفاشلة الى عدم معرفة الذات التي تختار شريك المستقبل والتي قد تدعم حياة العزوبة او لا تدعمها,  لذلك من المستحسن معرفة الذات قبل الاتجاه الى الشريك المكمل. فلنتذكر قول سقراط : "اعرف نفسك فستعرف العالم"

 اما أسباب العزوبة فهي سلبية و إيجابية :

ألأسباب السلبية : الانانية/ البخل/ عدم تحمل المسؤولية/ حب الشهوة /رهاب الزواج/ الاغتصاب الذي شوه العلاقة الجنسية ا(لفتى/الفتاة)....

ألأسباب الإيجابية : العقم (رجل/المرأة)/وضع مالي ضيق/انفصال الوالدين الذي يخيف من الزواج/معايير عالية للزواج/تطور تكنولوجي يعطي املاً للمرأة بالانجاب بعمرمتأخر/الخجل.

و يتسائل البعض اذا كان للعزوبية نتائج سلبية على نفسية الشاب/الشابة ؟الاجابة هي: اذا أحدهما نمط حياة العزوبة لا يتاثر, لانه اختيار  حر نابع من ارادة حرة و مستقلة .

و لكن اذا فرض نمط حياة العزوبة لاسباب عدة فتكون العزوبة لها وقع سلبي  على الحياة.  يظهر هذا الوقع ,إذا دُعي عازب أو عازبة إلى زفاف صديق  ينتابهما الحزن على وضعهما  لأنهما لم يوفقا بإختيار الشخص المناسب لتكملة حياتهما معه . مع الملاحظة ان هذا  الحزن سيؤدي الى  احباط  ثم إلى غضب فإلى  انهيار عصبي .

كيف ينظر المجتمع إلى الأعزب ؟ إن المجتمع هو مرآة لداخل هذا الاعزب فإذا كان سعيداً لايشعر بالفراغ و راضٍ عن وضعه, فهذا مؤشر على  انه اختار حياة العزوبة بقناعة, فلا على  المجتمع سوى تقديره و دعمه.

و اذا كان الاعزب منطوياً على نفسه و تعيساً و دائم العصبية  فهذا  لدليل على ان العزوبة فرضت نفسها عليه, لذالك ينظر أليه المجتمع بعين الشفقة و يحاول مساعدته قدر المستطاع و مواساته.

هناك خوف من الارتباط عند معظم الشباب و الاسباب هي التالية :

1/البعد عن اللجؤ الى الله بسبب غياب الام عن منزلها لمساعدة زوجها على لقمة العيش و الانغماس بوسائل التواصل الاجتماعي.

          2/الخوف من العيش مدى الحياة مع شخص واحد.

         3/ تخوف من الفشل بسب خيانة زوجية و صورة سيئة عن الزواج.

اما الحب فهو حافز للتفكير بتغيير نمط حياة العزوبة ! ولكن يجب أن نعرف ان الاختيار لنمط ما هو ناتج عن فترة زمنية قد تستغرق وقتاً طويلاً  قبل قرار ألانتقال لإختيار  نمط اخر من الحياة : نمط الحياة الزوجية. 

و اخيرا ادعو لكل شاب/شابة ان يعرف نفسه قبل القرار لنمط حياة زوجية لان حياة العزوبة تتطلب  التصالح مع الذات  و معرفة الذات.

كما ادعو الاهل إلى ألإنفتاح على عائلات لها اولاد بعمر ابنائهم كي ينمو الاولاد سويا مما يساعد لاحقا على الزواج بينهم.

اما المجتمع فاطلب منه الادراك ان من واجبه تقريب العزاب من بعضهم  البعض في مجال العمل مثلاً  ومن واجب المدير ان يقرب عازباً من عازبة( و ليس متزوجة  ) كي يسهل  التعارف بينهما و لربما قد يكون سمح لهما بقرار إختيار الحياة الزوجية.

سعاد سلوم

معالجة نفسية

Share :

Facebook
Whats App
Twitter
Email
Google Plus