الغيرة الزوجية

 

 

ألغيرة هي شعور بتعلق قوي لشخص بشخص آخر و يريد امتلاكه خوفاً من فقدانه .

و يكون هذا الشخص مشحونا بعواطف و انفعالات تفقده استقراره لانه يدرك ان الواقع مخالف لتصرفاته.

وتعود جذور هذه الغيرة الى سن  الطفولة إلى عمر الست سنوات ، وهي فترة تتم فيها عقدة أوديب المتمثلة بمثلث مؤلف من :

الام (الحبيبة) و الاب (المنافس) و الطفل ( الغيور من أبيه, أو :

الام (المنافسة) و الاب (الحبيب) و الطفلة ( الغيورة من امها.

و يتماهى الطفل (الطفلة) الغيور (الغيورة) بقرارة نفسه مع منافسه و لا بل سيحسده بامتلاك قلب امه أو ابيه.

وهذا ما يجعلنا نتنبه الى الفرق بين الغيرة والحسد فالغيرة  تتميز بخوفنا من فقدان ما نملك... خوفنا من فقدان مهنة او فقدان عائلة ... أو حبيب,  بينما الحسد هو الم ينتابنا و يقلقنا بسبب ما يمتلكه غيرنا ...و لانه اسهل علينا التعاطف مع مصيبة الغير و ليس مع نجاحه !!!!

اما مصدر الغيرة فيعود إلى  تصرف الشريك. (الاهتمام لامرأة و الاهتمام بها مثلا)

        او                          ربما  اكون انا السبب فوجب العلاج.    

ان الحب  من دون غيرة يعطي فتوراً بالعلاقة الزوجية مما يترجم على ارض الواقع بالامبالات التي تكون غير صحية لتطور العلاقة الزوجية. فالغيرة تشعرالشريك بانه مهم ومحبوب لذلك تكون الغيرة في هذه الحالة سوية .

تتحول الغيرة الى غيرة مرضية عندما يبتعد الشريك عن شريكه بسبب اوقات العمل... ويغير هذا البعد ما كانت عليه ايام الخطوبة , فتبدأ وساوس الشك... هل للحبيب شخص آخر يود انسلاخه عنه؟؟. و بما ان شخصية الغيور ضعيفة وعديمة الثقة بالنفس و بعدم التقدير للذات, فسوف تسيطر عليه مشاعر سلبية تحول اجواء الحياة المشتركة الى اجواء خانقة ( تفتيش الملابس...) و لاحقا الى جحيم (مراقبة جهاز الموبايل ...) اذا لم يعالج الوضع باسرع وقت .

اما التصرف الذي يُنصح به فهو التفهم و الحوار و التركيز على إظهار الكثير من العاطفة ”للغيور –المريض" والإهتمام الكبير به و مساندته .... و لكن لا غنى عن العلاج لأن الشريك ليس مختصاً بالعلاج  وقد يفسد الأمور...

و الملفت ان الغيور يتعذب و يعلم انه يعذب شريكه , لذلك اذا كانت المرأة هي الغيورة... تأخذ قراراً بالإنجاب اعتقادا منها انها سوف تكون باحسن حال وان عذابها سيزول , و لكن بعد الولادة يسود الفراغ و...قد تصاب بالاحباط .

و لكن هل العمل للمرأة  و انضمامها إلى مواقع التواصل الاجتماعي يزيدان منسوب الغيرة ؟

هذا صحيح بالاخص اذا  لم يكتمل نضج الشريك و كانت ثقته بنفسه ضعيفة , لذالك يستحسن اعطاء وقت للعلاقة,  فيجلس الطرفان, ويتحاوران ويظهران اهتمامهما لبعضهما البعض بحنان و رومنسية , بذالك يحميان نفسيهما من الوقوع بالغيرة .

من الممكن علاج الغيرة المرضية و السيطرة عليها و ارجاعها الى حدودها الطبيعية , اذا كانت من فئة العصاب,  لان الغيور يستطيع أن يأخذ  قراراً بالتغيير, لأنه مدرك ويعرف عذابه و تعذيب شريكه .

ويساعد وجود المعالج النفسي على اسراع دورة العلاج باتباع المنهج التحليلي (لاستقصاء الطفولة) و المنهج السلوكي و المعرفي الذي يعزز الوعي الكامل لتدارك الضعف الكامن بشخصية الغيورو لتقويته .

سعاد سلوم

معالجة نفسية.

 

Share :

Facebook
Whats App
Twitter
Email
Google Plus